• توادا: 15 يناير.. إنجاز أولي وجب تطويره، ليكون له ما بعده

     

    مئات من المناضلين والمناضلات قدموا من كل مدن ومداشر المغرب المفقر... مغرب تُرك في دائرة النسيان لعقود،  توادا: 15 يناير.. إنجاز أولي وجب تطويره، ليكون له ما بعده ويصر نظام الاستبداد و"الحكرة" على تركه يعيش خارج التاريخ، يموت أطفاله ونساءه من البرد وتغرق قراه وبواديه في الظلام والأمية، ويلقى شبابه في عرض البحار، وتكمل أقلية اللصوص التي تعيش في دفء وترف ديكتاتوريتها، باحتقار اللغة والثقافة الأمازيغيتين وترسيخ صورة الاحتقار والدونية حولها.

    عقد من الزمن وشباب الحركة الأمازيغية المناضل ينتظر هذه اللحظة، وقد أتاحها المناخ الثوري المنطلق باندفاع منذ أشعل البوعزيري النار في نفسه، لتندلع الثورة جارفة كل أنظمة الاستبداد ومعها كل الزبل الرجعي الذي جثم على صدور شعوب المنطقة.

    مر عقد من التوسل والاستجداء لحاكمين لا يهمهم إلا مراكمة ثرواتهم بعصرها من شعب جوع وجُهِّل عمدا.. 10 سنوات من الكذب على أطفال وتلاميذ وطلاب شغوفين بدراسة لغتهم الأم في مدراسهم.. 10 سنوات من ذر الرماد في عيون شعب يريد كرامة وقضاء على عنصرية مبطنة ومعلنة تجاه الناطقين باللغة الأمازيغية في كل مناحي الحياة.. 10 سنوات من تأثير نخبة الحركة المروجة لأوهام تلبية المطلب الأمازيغي بالاستجداء .. 10 سنوات ولا تغيير سوى ترقيعات استعملها نظام الاستبداد (الذي يبني شرعيته على القمع وإرساء الشوفينية بين مختلف مكونات الشعب)، لتجديد شرعيته المتآكلة.. نتيجة عقود الظلم والقهر الطبقي والقومي.

     

    أول السير خطوة

     

    يوم 15 يناير اقتحمنا شوارع الرباط، ورفعنا شعارات كانت إلى الأمس القريب حبيسة الجامعات، وردهات مقرات الجمعيات الثقافية. أوصلنا مطالبنا واحتجاجنا واستنكارنا إلى مضاجع الاستبداد.. نعم لقد نجحنا في ذلك.

    اليوم خرجنا ببضع الآلاف ... لكننا سنكون غدا بمئات الآلاف... نعم، فالشعب يضمر حقدا مابعده حقد، لمحتقريه ومصاصي دمائه. نعم سنكون بمئات الآلاف بالآلاف، إذا عرفنا جيدا كيف ننظم أنفسنا.. ووضعنا في منظرونا تعبئة كل قطاعات الشعب المناضلة، وليس فقط شباب الحركة الأمازيغية.

    لقد ساندتنا في مسيرة 15 يناير جمعيات مناضلة، أغلبها محسوب على الحركة الأمازيغية، إلى جانب مناضلين حقوقيين ومناهضي العولمة.. وعلى هذا الطريق يجب أن نسير بالسعي لخرط النقابيين والمناضلين ضد البطالة ومناضلي حركة 20 فبراير، هذا واجبنا النضالي، دونه لا يمكن الحديث عن نضال "أمازيغي".. يضمن انتزاع الحقوق.

    بعيدا عن الانعزال القومي

    سيكون نضالنا عبثا، وستذهب تضحياتنا سدى، إذا كان كل ما نسعى إليه، نسخة معاكسة ومشوهة لشوفينية الملكية "العروبية". إذا كان كل ما نريد الوصول إليه تلوينا أمازيغيا لنظام القهر الاقتصادي والاستعباد الاقتصادي.

    مئات الشباب الأمازيغي ينالون صفة المناضل من أجل الأمازيغية، بمجرد إطلاقه شتائم ضد العرب والعروبيين والشرقانيين، والبكاء على أمازيغية مرغتها شوفينية الاستبداد في التراب.. لكن كل ذلك ليس من النضال في شيء.

    إن نضال اليمنيين والبحرينيين والمسيرة الطويلة لنضال الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي وحليفته الولايات المتحدة والاستبداد العربي، يجب أن يكون في صلب نضال الحركة الأمازيغية، كما يجب استحضار نضالات الساخطين بأوروبا وحركة احتلوا وول ستريت. انه كفاح شعوب العالم، ويستدعي عولمة التضامن والمقاومة.

    تطوير النضال بتنظيمه..

     

    يجب أن نبني تنظيماتنا المستقلة ضد كل من يريد مستقبلا خرط نضالنا من جديد داخل مؤسسات الدولة... يجب ألا نلدغ من جحر الاستبداد مرة أخرى.

    فقط ببناء لجان "تاوادا"، في كل مناطق ومدن وقرى المغرب، لجان تخترق كل قطاعات المجتمع؛ مدارس وجامعات وأحياء شعبية.. هكذا سنضمن مشاركة مكثفة في النضالات القادمة.

    أمامنا متسع كبير من الوقت.. فدرب النضال طويل، ويجب أن نحسن استعماله، لنبني لجاننا المحلية المسيرة ديمقراطيا، لنقيم جيدا خطواتنا النضالية، ولنمد يد التعاون النضالي مع كل تنظيمات الجماهير.

    لنجعل ذكرى الربيع الأمازيغي، محطتنا الثانية.. لنطلق نداء "تاوادا" الثانية ليوم 22 أبريل، ولنجعل الفترة الفاصلة فترة تعبئة مكثفة ومسيرات محلية وجهوية وبناء تنظيمي وإعداد لوجيستيكي.

    فترة لا استراحة فيها.. فكما يقول المثل الأمازيغي: "أور إيلي أوسونفو غ دو أساون". (لا راحة لمن يريد صعود الجبل).

     

    التوجه الأمازيغي الكفاحي

     

    17 يناير 2012

     

               

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    Partager via Gmail Yahoo!

    Tags Tags :
  • Commentaires

    1
    Vendredi 24 Juillet 2020 à 13:38

    شكرا لكم

    2
    Mercredi 9 Mars 2022 à 03:37
    Good post. I'm experiencing some of these issues as well..
    Suivre le flux RSS des commentaires


    Ajouter un commentaire

    Nom / Pseudo :

    E-mail (facultatif) :

    Site Web (facultatif) :

    Commentaire :