• بيان صحفي من المكتب السياسي بمناسبة التحرير

    المكتب السياسيالحركة الوطنية لتحرير أزواد تعلن عن استكمال تحرير أزواد  

    بيان صحفي رقم:   015

      

    في هذا اليوم العظيم، في هذه اللحظات التاريخية في حياة الشعب الأزوادي الأبي، التي تم فيها تحرير مدينة تنبكتو التاريخية، بعد كيدال، وغــاوو، وباقي أراضي أزواد، يهنئ المكتب السياسي للحركة الوطنية لتحرير أزواد باسم كافة هيئات الحركة وهياكلها جيش التحرير الوطني الأزوادي وكافة أبناء الشعب الأزوادي بهذه الانتصارات العظيمة التي حققتها الانتفاضة الأزوادية المباركة.

     

    أيها الشعب الأزوادي العظيم: إذا كنا قد قمنا ببعض واجبنا في كفاحنا التحريري، فقد بدأ واجبنا في حماية وصيانة الحرية، والحفاظ على مكتسبات ثورتنا الميمونة، وبناء نهضتنا الشاملة، التي تستهدف خير الأمة، ورفع شأنها، وتحريرها من الاحتلال الذي أثقل كاهلها.

     

    أيها الشعب الأزوادي العظيم: إن المعركة لم تنته بعد، فعلينا أن نثق بأنفسنا وقدراتنا، وأن نكون يدا واحدة على قلب رجل واحد، للمضي قدما في المشوار الذي بدأناه.

     

    وللعالم نقول: إن الشعب الأزوادي قد صمم على نيل الاستقلال عن الاحتلال المالي الغاشم، وأن يقطع العهد مع سنوات القمع والإذلال والقهر والقتل التي عاشها منذ أكثر من 50 سنة، وقد بذل الشعب الأزوادي، وسيبذل الغالي والنفيس لتكتمل فرحته، يوم يعلن عن استقلاله التام، وميلاد دولة أزواد الفتية وعلى شعوب المنطقة أن تستبشر خيرا بهذا التحول الذي سيكون قطعا عامل استقرار وازدهار في منطقة الساحل الافريقي، على عكس ما يروج له المناوئون.

     

    وتوجه الحركة الوطنية لتحرير أزواد نداء عاجلا إلى كافة أبناء الشعب الأزوادي رجالا ونساء، أينما كانوا، أن يعودوا إلى الأرض الأم، للمساهمة في النهوض بأمتنا، وإدارة شؤون حياتنا، والدفاع عن أمننا.

     

    وأخيرا، لا يسعنا إلا أن نمجد هذا الشعب الأبي على حيويته، وإيمانه، ونضاله الذي بدأ يثمر أطيب الثمرات.

     

     

     

    رئيس المكتب السياسي

     

    مــــــــــحمــــــود أغ عـــــــــــــــــــــــلي

    تنبكتو المحررة، 01/04/2012

    Partager via Gmail Yahoo!

    votre commentaire
  • ليست الوﻻيات المتحدة اﻻمريكية ببعيدة عن الصراع الدائر في أزواد منذ اندﻻع اﻻحداث التحررية اﻻزوادية في اﻻقليم بل قامت أمريكا قبل من أوجه التدخل الإمبريالي ضد الطوارق:امريكأ ترفض سقوط تسيليت و تدعم جيش الاحتلال اندﻻع اﻻحداث ببضعة اسابيع بتزويد حكومة الاحتلال  ب ثلاثين  سيارة عسكرية أمريكية حديثة الصنع و شاحنات و أسلحة بقيمة 4.5 مليار فرنك سيفا لتحمي نفسها من قاعدة المغرب اﻻسﻻمي حسب البيت اﻻبيض.
    و يتفاجأ العالم اليوم بتدخل أمريكي فاضح لمبادئهم اﻻنسانية و الحيادية المعلنة بإنزال مواد غذاية لجيش
    الاحتلال المحاصر منذ أكثر من شهر و يتوقع الثوار استسلامه  لنفاد المواد اﻻساسية للمقاومة عندهم ك اﻻغذية و الذخيرة .

    و في سياق متصل أعلنت مسؤولة في السفارة اﻻمريكية في عاصمة مالي بماكو انزالهم مواد غذية للمدنيين الفاريين من المعارك قرب تيسليت و الذين لم يتمكنوا من الوصول الي اراضي اﻻشقاء الجزائريين و تلكم الخطوات تلبس الموقف الامريكي كثيرا من الشكوك حول الحياد و احترام القوانين الدولية المحرمة لدعم حكومة الاحتلال  في ابادة شعب بأكمله.
    و يذكر بان وزأرة الدفاع اﻻمريكية بينتاجون تسعى للحصول علي قواعد عسكرية في اﻻقليم و قامت افراد تلكم الوزارة المذكورة بتدريب جيوش ا
     الاحتلال  علي كيفية قتال القاعدة في المغرب الاسلامي  الدور الذي رفضت حكومة  الاحتلال   القيام به معللة بانها ﻻ تمتلك من القوة العسكرية ما يكفي لمنازلة القاعدة و لكن مسؤول رفيع المستوى من الجيش المالي أكد  لوكالة أزواد للأنباء  بان الحقيقة التي تقف وراء عدم تحرك جيوش مالي ضد القاعدة هي توصلهم الي معلومة خطيرة جدا تتمثل في وقوف الجزائر ضد هذا التنظيم الدولي و لذا مالي لن تحرك ساكنا تجا ه هذا التنظيم و إن عاش قرون علي اراضيها.
    بقلم المناضل اﻻزوادي :
    أماهغ أغ عبد الله

    http://www.azawadpress.com.عن موقع

    Partager via Gmail Yahoo!

    votre commentaire
  •  

    مئات من المناضلين والمناضلات قدموا من كل مدن ومداشر المغرب المفقر... مغرب تُرك في دائرة النسيان لعقود،  توادا: 15 يناير.. إنجاز أولي وجب تطويره، ليكون له ما بعده ويصر نظام الاستبداد و"الحكرة" على تركه يعيش خارج التاريخ، يموت أطفاله ونساءه من البرد وتغرق قراه وبواديه في الظلام والأمية، ويلقى شبابه في عرض البحار، وتكمل أقلية اللصوص التي تعيش في دفء وترف ديكتاتوريتها، باحتقار اللغة والثقافة الأمازيغيتين وترسيخ صورة الاحتقار والدونية حولها.

    عقد من الزمن وشباب الحركة الأمازيغية المناضل ينتظر هذه اللحظة، وقد أتاحها المناخ الثوري المنطلق باندفاع منذ أشعل البوعزيري النار في نفسه، لتندلع الثورة جارفة كل أنظمة الاستبداد ومعها كل الزبل الرجعي الذي جثم على صدور شعوب المنطقة.

    مر عقد من التوسل والاستجداء لحاكمين لا يهمهم إلا مراكمة ثرواتهم بعصرها من شعب جوع وجُهِّل عمدا.. 10 سنوات من الكذب على أطفال وتلاميذ وطلاب شغوفين بدراسة لغتهم الأم في مدراسهم.. 10 سنوات من ذر الرماد في عيون شعب يريد كرامة وقضاء على عنصرية مبطنة ومعلنة تجاه الناطقين باللغة الأمازيغية في كل مناحي الحياة.. 10 سنوات من تأثير نخبة الحركة المروجة لأوهام تلبية المطلب الأمازيغي بالاستجداء .. 10 سنوات ولا تغيير سوى ترقيعات استعملها نظام الاستبداد (الذي يبني شرعيته على القمع وإرساء الشوفينية بين مختلف مكونات الشعب)، لتجديد شرعيته المتآكلة.. نتيجة عقود الظلم والقهر الطبقي والقومي.

     

    أول السير خطوة

     

    يوم 15 يناير اقتحمنا شوارع الرباط، ورفعنا شعارات كانت إلى الأمس القريب حبيسة الجامعات، وردهات مقرات الجمعيات الثقافية. أوصلنا مطالبنا واحتجاجنا واستنكارنا إلى مضاجع الاستبداد.. نعم لقد نجحنا في ذلك.

    اليوم خرجنا ببضع الآلاف ... لكننا سنكون غدا بمئات الآلاف... نعم، فالشعب يضمر حقدا مابعده حقد، لمحتقريه ومصاصي دمائه. نعم سنكون بمئات الآلاف بالآلاف، إذا عرفنا جيدا كيف ننظم أنفسنا.. ووضعنا في منظرونا تعبئة كل قطاعات الشعب المناضلة، وليس فقط شباب الحركة الأمازيغية.

    لقد ساندتنا في مسيرة 15 يناير جمعيات مناضلة، أغلبها محسوب على الحركة الأمازيغية، إلى جانب مناضلين حقوقيين ومناهضي العولمة.. وعلى هذا الطريق يجب أن نسير بالسعي لخرط النقابيين والمناضلين ضد البطالة ومناضلي حركة 20 فبراير، هذا واجبنا النضالي، دونه لا يمكن الحديث عن نضال "أمازيغي".. يضمن انتزاع الحقوق.

    بعيدا عن الانعزال القومي

    سيكون نضالنا عبثا، وستذهب تضحياتنا سدى، إذا كان كل ما نسعى إليه، نسخة معاكسة ومشوهة لشوفينية الملكية "العروبية". إذا كان كل ما نريد الوصول إليه تلوينا أمازيغيا لنظام القهر الاقتصادي والاستعباد الاقتصادي.

    مئات الشباب الأمازيغي ينالون صفة المناضل من أجل الأمازيغية، بمجرد إطلاقه شتائم ضد العرب والعروبيين والشرقانيين، والبكاء على أمازيغية مرغتها شوفينية الاستبداد في التراب.. لكن كل ذلك ليس من النضال في شيء.

    إن نضال اليمنيين والبحرينيين والمسيرة الطويلة لنضال الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي وحليفته الولايات المتحدة والاستبداد العربي، يجب أن يكون في صلب نضال الحركة الأمازيغية، كما يجب استحضار نضالات الساخطين بأوروبا وحركة احتلوا وول ستريت. انه كفاح شعوب العالم، ويستدعي عولمة التضامن والمقاومة.

    تطوير النضال بتنظيمه..

     

    يجب أن نبني تنظيماتنا المستقلة ضد كل من يريد مستقبلا خرط نضالنا من جديد داخل مؤسسات الدولة... يجب ألا نلدغ من جحر الاستبداد مرة أخرى.

    فقط ببناء لجان "تاوادا"، في كل مناطق ومدن وقرى المغرب، لجان تخترق كل قطاعات المجتمع؛ مدارس وجامعات وأحياء شعبية.. هكذا سنضمن مشاركة مكثفة في النضالات القادمة.

    أمامنا متسع كبير من الوقت.. فدرب النضال طويل، ويجب أن نحسن استعماله، لنبني لجاننا المحلية المسيرة ديمقراطيا، لنقيم جيدا خطواتنا النضالية، ولنمد يد التعاون النضالي مع كل تنظيمات الجماهير.

    لنجعل ذكرى الربيع الأمازيغي، محطتنا الثانية.. لنطلق نداء "تاوادا" الثانية ليوم 22 أبريل، ولنجعل الفترة الفاصلة فترة تعبئة مكثفة ومسيرات محلية وجهوية وبناء تنظيمي وإعداد لوجيستيكي.

    فترة لا استراحة فيها.. فكما يقول المثل الأمازيغي: "أور إيلي أوسونفو غ دو أساون". (لا راحة لمن يريد صعود الجبل).

     

    التوجه الأمازيغي الكفاحي

     

    17 يناير 2012

     

               

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    Partager via Gmail Yahoo!

    2 commentaires
  •    غدا الأحد سيخرج الشباب الامازيغي، المنظم في إطار الحركة الامازيغية، لتنظيم " تاودا"، التي سيسير فيها الشباب   الامازيغي للتنديد بالاضطهاد والاحتقار الذي تتعرض له الثقافة الامازيغية، و المطالبة  بتحقيق المطلب الامازيغي.على خطى أكراد سوريا وأمازيغ ليبيا لتكن مسيرة "تاوادا".. فاتحة نضال ميداني لتحقيق المطلب الأمازيغي

       منذ 1999 ومناضلو الحركة ينتظرون الإفراج عن مسيرة "تاودا"، التي جمدها بيان محمد شفيق ودخول "نخبة" جمعيات الحركة الأمازيغية إلى المعهد.

      متأخرين أحسن من أبدا

       تأكد بعد سنوات من العمل داخل المعهد، أن العمل داخل المؤسسات ليس إلا خدمة لنظام الاستبداد، الذي يحتقر ويمتهن كرامة فئة واسعة من الشعب المغربي بحرمانها من هويتها وحقوقها اللغوية والثقافية.

       لهذا، عملنا منذ سنوات على حث إطارات ومناضلي الحركة، للقطع مع نهج الاستجداء والتماس الانصاف من الظالمين والمستبدين.. ونادينا أكثر من مرة لإعادة إطلاق نداء "تاودا".. وها هو الواقع يدفع مناضلي الحركة في كل ربوع المغرب للدعوة للخروج في مسيرة مركزية لإجبار الدولة على الاستجابة لمطالبنا.

       إنه انتصار الواقع لموقف الاحتجاج الميداني والكفاحي.. وهزيمة لموقف الاستكانة والعمل "الديمقراطي المشروع وفق القوانين الجاري بها العمل".

               الثورة قاطرة التاريخ

        لم تساهم الجدالات والنقاشات النظرية- رغم أهميتها- في دفعنا لإعلان الخروج يوم 15 يناير للتظاهر بالرباط، بقدر ما ساهم المناخ الثوري الذي افتتحته الثورة التونسية ومن بعدها المصرية، في اقتناعنا بأن النضال الميداني وحده الكفيل بتحقيق المطالب.

       إن سقوط الطغاة.. وتحرر أمازيغ ليبيا والاستجابة لجزء من المطالب التاريخية لأكراد سوريا، كل ذلك تحت الضربات العزلاء لجماهير ثائرة هي التي رسخت في وعينا حقيقة، طالما عمل الاستبداد ومعه "نخبة" الحركة الامازيغية لمحوها من أذهاننا وهي؛ الحقوق تنتزع ولا تعطى.

               لنبقى في الشارع...

       يجب ان تكون مسيرة 15 يناير فاتحة نضال الحركة الأمازيغية.. نضال بمنظور يختلف كليا عما ألفته الحركة من أساليب نضال، إلى جانب انها لم تحقق شيئا من مطالبنا، فقد ساهمت في تشتيت الحركة وعزلها عن محيطها الطبيعي: نضال الكادحين ومنظماتهم من نقابات وجمعيات معطلين.. الخ.

       يجب ألا تكون مسيرة "تاوادا" سحابة صيف، بل الخطوة الأولى في مسافة النضال الطويلة التي يجب أن نقطعها إلى جانب نضالات الكادحين، وبالأخص منها "حركة 20 فبراير"، التي يجب ان نعترف لها بالفضل الكبير في دفع كل شرائح الشعب المقهورة للنضال.. ومنها حركتنا الأمازيغية.

               ... حتى تحقيق مطالبنا

          من أجل:

     

    ·                       المساواة في الحقوق؛ لا امتياز للغة دون أخرى ولا امتياز لثقافة دون أخرى. 

     

    ·                       تدريس الأمازيغية في مدرسة عمومية جيدة ومجانية وعلمانية. 

     

    ·                       دسترة الأمازيغية في دستور منبثق من إرادة الشعب يضعه مجلس تأسيسي.

     

    ·                       دمج الأمازيغية في إعلام ديمقراطي يضمن حرية التعبير.

     

      افتتحت الثورة التونسية عصر الثورات.. بعد عقود طويلة من الاستكانة. تتمرد الشعوب من جديد على شروط عيش لم تخترها هي، تثور من أجل عالم خال من الاضطهاد والظلم بكل انواعه: طبقيا كان ام قوميا ام جنسيا... الخ

     

    لتكن مسيرة "تاوادا"، محطة للتضامن مع كل الشعوب الثائرة.. ليس فقط أمازيغ ليبيا وتونس، بل أيضا أكراد سوريا وتركيا وشعوب اليمن والبحرين وسوريا، التي تصارع بقبضات عارية أنظمة  مستبدة و دموية،   للحفاظ على وضع لم يعد مطاقا من طرف الشعوب.

     

       

    التوجه الامازيغي الكفاحي

     

    14 يناير2012

     

    Partager via Gmail Yahoo!

    votre commentaire
  •     لأخر مرة اجتمع أمازيغ المغرب  على اختلاف إطاراتهم و جمعياتهم و مواقعهم الجامعية كان زمن التحضير لتاوادارسالة من أجل الإتحاد إلى كل أمازيغ المغرب على هامش تاوادا الرباط ليوم 15 يناير   التي عقد أخر اجتماعاتها سنة 2001,و مند تلك السنة تشتت الأمازيغ إلى أرخبيل جمعوي لا يجمع بينه إلا الصراعات و الإنقسامات التي أخدت بعدا دوليا و التي بنيت في البداية على اختلاف الرؤى و التصورات ثم سرعان ما أصبح الأمازيغ ينقسمون و يتصارعون من دون أسباب معقولة و أصبحنا في خضم تنافس غير شريف بين الأمازيغ حيث يتلاعب فيه كل طرف بالأطراف الأخرى سعيا وراء مكاسبه الضيقة و التي تمتلث في كثير من الأحيان في مقعد داخل هاته المؤسسة أو تلك أو موقع داخل هدا الإطار أو داك, بإختصار صار الأمازيغي عدوا لأخيه الأمازيغي و اندلعت حرب تخوين وسخة انتهت بإنهيار شامل في البنية التنظيمية للحركة الأمازيغية خاصة بعد أن تفشت الإنتهازية و غاب التكوين الفكري و تحولت كثير من الإطارات الأمازيغية إلى مجرد جمعيات ممونة للحفلات و المهرجانات دخلت في تسابق محموم للحصول على الدعم المالي الغير خاضع لمساطر مراقبة دقيقة إلى ما إلى غير دلك من مساوئ فترة أزمة مرت بها الحركة الأمازيغية بالمغرب طوال عشر سنوات ارتكبنا كلنا فيها أخطاء سواءا عن عمد أو مرتبطة بغياب معطيات دقيقة أو سوء تقدير للإنعكاس السلبي لما نتخده من قرارات أو نقوم به من خطوات على القضية الأمازيغية.لكن اليوم أمامنا فرصة بعد سنة حافلة بتوراث شعوب شمال افريقيا وطن الأمازيغ الأزلي و الحالي لقد انتهت بنا سنة 2011 إلى أن نجد أنفسنا نحن الأمازيغ بناة الدول و الإمبراطوريات و مقاوموا امبراطوريات استعمارية لا تغرب عنها الشمس و صناع ملاحم و بطولات مند الأزل انتهت بنا هده السنة و رغم تضحيات أمازيغ ليبيا و الحضور النوعي لأمازيغ المغرب طوال سنة في الحراك الإحتجاجي انتهت بنا إلى أن نجد أنفسنا و رغم تضحياتنا و رغم نضالنا من أجل أوطان ديموقراطية للجميع  إلى أن نجد أنفسنا نلعب دور الكومبارس لا سواءا في المغرب أو في الجزائر أو في ليبيا أو تونس أو النيجر أو مالي و رغم كثرتنا العددية و رغم تاريخنا و رغم امكانياتنا صرنا مجرد كومبارس نؤثث الساحة السياسية بدول تمازغا كما يراد بنا و نقبل بأي شئ يعطى لنا و لا نسعى إلى أكثر مما ينوي أعداؤونا إعطاءنا إياه ,لدا نحن مكرهون لا مخيرون على أن نسلك أحد الطريقين إما أن يتشبث كل واحد منا بما يعتبره مسلمات و فتاوي في حق إخوانه لا تقبل تغييرا أو تنازلا أو طعنا أو تناسيا و يحارب كل واحد منا الطرف الأخر و يغلق أمامه ما استطاع من أبواب الإعلام أو الدعم و هكدا نفلت هاته الفرصة التاريخية و نعود إلى المربع الدي كنا فيه قبل سنة 2011 ليضرب كل واحد منا مع كمشته الأخماس في الأسداس يبيعون الأحلام و الأوهام لبعضهم البعض و يرددون شعارات لا يدركون معناها و يتغنون بأمجاد عبد الكريم و بتضحيات معتوب لوناس و من على منواله و يستشهدون بأقوالهم ليس في مواجهة العدو المشترك بل في مواجهة إخوانهم الأمازيغ و تجدنا فترة ما بعد الثوراث على حالنا لنبقى لعقود أخرى نطالب بالفتات  الدي نحصل عليه بالتقسيط مقسما لعقود, هكدا يكون خيارنا الأول أما الثاني فيكون بإدراك خطورة المرحلة التاريخية الراهنةالتي تفرض علينا تقوية قاعدتنا الخلفية المثمثلة في الحركة الأمازيغية بمختلف إطاراتها و تنظيماتها و أطرافها و فعالياتها و الدفع بأية مبادرة يطلقها أي إطار أمازيغي و دعمها من دون شروط و من دون محاكمة للنوايا أو تشكيك في الخلفيات و بعيدا عن تحليلات طابورنا الخامس بمقاهي البلاد و الأنترنيت و هنا يأتي بنا الحديث لتاوادا المسيرة الوطنية لأمازيغ المغرب و التي ستكون بالرباط يوم 15 يناير 2012 و ستنطلق من أمام القنصلية الليبية بالرباط و التي دعى لها شباب أمازيغيين لا هم لهم إلا رفعة و عزة كل أمازيغية و كل أمازيغي و لا هدف لهم غير مصلحة الشعب الامازيغي ليس بالمغرب وحده بل بكل دول شمال افريقيا هاته المسيرة و التي و لأول مرة تسجل من تجاوب ما لم تسجله أية مبادرة أمازيغية أخرى مند سنين خلت فلأول مرة تتأسس تنسيقيات بمدن المغرب المهمة من الشمال إلى الجنوب للتحضير لمبادرة واحدة و لأول مرة تصدر إطارات أمازيغية بيانات دعم لمبادرة أمازيغية خرجت من فيسبوك و لأول مرة يتجاوب أمازيغ الخارج بشكل غير مسبوق مع مبادرة في الداخل الأمازيغي و نريد أن يحدث لأول مرة كدلك ما يلي..

     

    أولا...أن تسارع كل الإطارات الأمازيغية كلها من دون استثناء و كل المواقع الجامعية إلى إصدار بيانات دعم لهاته المسيرة الوطنية التي سيكون نجاحها نجاحا لكل أمنازيغ المغرب و شمال افريقيا و ستعطي انطلاقة جديدة و دفعة قوية للنضال الأمازيغي بالمغرب و بباقي شمال افريقيا,انطلاقة تخرج الأمازيغ من مربع الكومبارس إلى مربع القادرين على إحداث تغيير جوهري و انتزاع كل حقوقهم اللغوية و الثقافية و الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و في ظرف شهور.

     

    ثانيا...أن يتم تناسي جميع الخلافات البينية الأمازيغية و أن يتم غض الطرف عن نقط الخلاف و التركيز على ما يجمع كل الأمازيغيين.

     

    ثالثا...أن تقوم الجمعيات و الإطارات الأمازيغية بتوفير الدعم المادي و اللوجيستيكي لكل الدين سيحضرون في تاوادا و تبادر إلى الإتصال بالشباب الدين يحضرون لتاوادا و تعرض الدعم عليهم من دون أن تنتظر حتى يتم الإتصال بها من قبل هؤلاء الشباب.

     

    رابعا...أن يسجل كل الأمازيغ حضورهم و يحرصون على أن يكون عدديا و نوعيا.

     

    في الأخير إن تاوادا الرباط ليوم 15 يناير هي خطوتنا الأولى من أجل انتزاع حقوقنا بقوة الشارع و يجب أن نحرص على نجاحها كما تشكل فرصة قد لا تتكرر لكل الأمازيغ لكي يتحدوا على ما يجمعهم و على الأقل يجمعنا عدو واحد و قد نختلف حول كل شئ لكن لا يجب أبدا أن نختلف حول العدو يوم 15 يناير يوم لنكون فيه أو لا نكون إلى حين إو إلى الأبد فالتاريخ لن ينتظرنا

    و إنها كدلك دعوة ليمد كل الأمازيغ يد الأخوة لبعضهم البعض و يد المؤازرة و الدعم من أجل مستقبل قريب ننتزع فيه كل حقوقنا بكل دول شمال افريقيا و من دون أن نقبل فيها تقسيطا أو مساومة أو تسول....

    حقوقنا التي لا يحق لأي نظام أن يؤجلها أو يعطينا إياها بالتقسيط لسنا طلاب امتيازات و منح نحن أصحاب حق و لسنا أقلية و نرفض أن نلعب دور الكومبارس ليس في هده اللحظة التاريخية ..

     المصدر صفحة تاوادا ن إيمازيغن على الفايسبوك

    Partager via Gmail Yahoo!

    votre commentaire
  •  

    في إطار مواصلة التحضيرات للمسيرة الوطنية الأمازيغية ، التي بدأتها مجموعة من اللجان التحضيرية و مجموعات العمل في العديد من المدن و القرى المغربية ، و غايبلاغ صادر عن اللقاء الوطني التحضيري لتاوادا المنعقد بالرباط يوم الأحد- 2012.01.08ة في الخروج بالتصور الجماعي الوطني المشترك و توحيد الجهود و التعبئة لإنجاح المسيرة المقرر إنطلاقتها يوم الأحد 2962.01.03 الموافق ل 2012.01.15 ابتداء من الساعة 11 صباحا من ساحة باب الأحد بالرباط ، التأمت مجموعة من الفعاليات الأمازيغية القادمة من العديد من الحواضر من بينها ( أكادير ، الدار البيضاء ، الرباط ، مراكش ، خنيفرة ، طنجة ....) في اجتماع بالرباط يوم الأحد2961.12.27 - 2012.01.08 ،
    و بعد التداول المستفيض في كل ما يتعلق بالتحضير الإعلامي و التنظيمي و اللوجيستيكي الخاص بهذه المحطة النضالية التاريخية و الهادفة إلى التظاهر و الإحتجاج السلمي الحضاري من أجل .........:
    - التأكيد على ضرورة الإستجابة الفورية لكافة المطالب المرتبطة بالحقوق الأمازيغية العادلة و المشروعة و على رأسها الإعتراف الواضح و المنصف بالهوية و اللغة الأمازيغيتين في دستور ديموقراطي شكلا و مضمونا ،
    - الإفراج الفوري عن معتقلي القضية الأمازيغية ( أعضوش – أوسايا – عاهيد...) و كافة المعتقلين السياسيين ببلادنا ،
    - مساندة كافة مطالب و تطلعات الشعب المغربي نحو الحرية و الديموقراطية و الكرامة و العدالة الإجتماعية ،
    إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا و يوم عطلة ،
    التضامن مع حقوق الشعب الأمازيغي في شمال إفريقيا و الساحل ،
    - مساندة كفاح الشعب الأمازيغي الليبي البطل من أجل انتزاع حقوقه الكاملة في ليبيا الثورة ،
    دعم نهضة أمازيغ تونس التاريخية ،
    تم تشكيل مجموعة من اللجان الوظيفية الكفيلة بأجرأة التحضير الجيد لمسيرة 15 يناير من بينها : لجنة الإعلام و التواصل ، لجنة التنظيم و اللوجستيك و لجنة الإبداع و الشعارات ،
    و إذ تؤكد الفعاليات الأمازيغية على استقلالية هذه المبادرة النضالية و انفتاحها على عموم الفاعلين الأمازيغ و الإطارات و التنظيمات الأمازيغية و الحقوقية و الديموقراطية و الإعلامية الوطنية ، فإنها تناشد هذه الأخيرة إلى الإنخراط فيها بالدعم و المؤازرة و تدعو كافة جماهير شعبنا الحر الأبي إلى المشاركة المكثفة فيها من أجل التعبير عن إصرارنا الجماعي و الراسخ على انتزاع كافة حقوقنا غير القابلة للتجزيء أو المساومة .

    عن الفعاليات الأمازيغية :
    لجنة الإعلام و التواصل
    الرباط : 2961.12.27 - 2012.01.08
     
    Partager via Gmail Yahoo!

    votre commentaire
  • مصدر المقال:موقع قوات دفاع حزب العمال الكردستاني

     بقلم/روكن جمال

     وها نحن أمام إبادة جديدة للكرد


    المكان: شرنخ/ قلابان

    الهدف: مجموعة مؤلفة من خمسين شاب كردي 

    المهاجم: طائرات الحرب التركية 

    السبب: لأنهم كانوا يتجاوزون الحدود، لتأمين لقمة العيش

    أما النتيجة: الشبان الذين كانت تتراوح أعمارهم فيما بين 13 و20 صاروا قرباناً لهذا الهجوم الخائن.

    أجل، أردتُ الإشارة إلى كيفية حصول هذه المجزرة عن قصد. ذلك أن الدولة التي أعطت أوامر هذه المجزرة بذاتها، لم تعطي أي تصريح عن سبب قيامها بهذه المجزرة؛ إلا بعد ستٍ وعشرين ساعة، ليكون تصريحها كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته... أما الإعلام التركي "الراديكالي، الحيادي، الجسور والحر"، في اليوم الذي سمع فيه باندلاع النيران بشركة ما في الصين، بقيتْ صمّاء لسماع المجزرة التي حدثت في بلادها، لتنتظر تصريح الحكومة... أترك التعليق على انتظارها هذا لكم...

    والشعب الكردي، الذي انتفض نحو الميادين في كل مكان معبراً عن تنديده الكبير على هذه المجزرة الوحشية. فكان بانتظارها هجماتٌ مزركشةٌ بالغازات وسائلات الدموع، ومن ثم السوق إلى الزنزانات. أما تصريح الحكومة على هذه الانتفاضات الديمقراطية، فهو: إن هذا الشكل من التنديدات إنما تقام بهدف التحريض والإثارة. لذا فإنها ستفتح الطريق مرة أخرى أمام المجازر وسيلان الدموع أكثر وأكثر... عبارة الحكومة هذه، كافية للكشف عن كافة مخططاتها التي حضرتها في رزمتها الديمقراطية الجديدة، وهذا دليل على أنها تعطي حق العيش للشعب الكردي بمثل هذه المجازر.

    إن هذه المجزرة لم تكن الأولى التي تمت على الشعب الكردي. وربما لن تكون الأخيرة أيضاً، لأن كافة تصريحات حكومة حزب العدالة والتنمية(AKP) تشير إلى ذلك. نعم، إن هذه السياسة لا تمارس في شمال كردستان وحسب، بل هي سياسة تصفوية منظمة على الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة.

    وها هو مثال مظاهرة مدينة القامشلي أمام الأعين... وفي الأثناء الذي يعبر فيه شعب جنوب غربي كردستان عن رده للمجزرة التي تمت في منطقة شرنخ، تهاجم قوات الأمن السورية المظاهرة، لتجرح برصاصتها التي ترشها على الشعب خمسة من المواطنين الكرد...

    فهنا من هو المذنب يا ترى! هل المذنب هم الشبان الكرد الذين كانوا يعملون لتأمين لقمة العيش، أم الشعب الكردي الذي توجه نحو الميادين مندداُ هذه المجزرة الوحشية. أم هي الحكومة التي تُجَنِّدُ كافة إمكاناتها لإبادة هذا الشعب ووضعهِ تحت إمرته.

    الحقيقة أمام الأعين وواضحة جداً، والكل يعرفها مثلما يعرف اسمهُ. لكن حين تكون المصالح الشخصية حاكمة في هذه البلاد، الكل يشترك ويتفق على مثل هذه المجازر، وتاريخنا مليءٌ بكذا مثالات.

    لذا، ومع دعائي للصبر والمتانة لشعبنا في قلابان؛ فلي الثقة بأن شعبنا الكردي سيعلو من مظاهراته في كل مكان ويندد هذه المجزرة بأعلى صوته. كما أدعوهُ للتوحد في الروح، الفكر والقومية. وألا يقبل أية مجزرة ولا حتى أي هجوم صغير يهدف إلى إنكار وجودهِ وإنهائهِ في الأجزاء الأربعة. وبهذا الشكل سنتحول إلى درعٍ منيعةٍ لا تستطيع أية قوة فاشية من تحطيمها. بل وستجبر على قبول إرادة الشعوب وحرياتها. وعلى كل صاحب وجدان في كل مكان أن يظهر إرادته المستقلة، ويناضل في سبيل إظهار ستار الحكومات المبنية على أساس السلطة، العنف والقمع...

    Partager via Gmail Yahoo!

    votre commentaire
  • إلى الانتخابات.. إلى المؤسسات... هذا هو ملاذ الدولة البورجوازية حين تواجه ثورة شعبية أو نضالا جماهيري قصد توجيهه في قنوات "شرعية"، لنقل مركز الثقل السياسي من الشارع إلى مؤسسات الدولة البورجوازية التي قام الثورة أصلا ضدها لا لمساندة الاستبداد بالمسألة الأمازيغية، مباشرة أو مداورة .

    وقد نجحت هذه "التقنية" في امتصاص غضب الجماهير في أكثر من مرة في تاريخ الثورات. يعمل الاستبداد بالمغرب على سلوك هذا النهج لإضفاء الشرعية "الديمقراطية" على مراوغاته السياسية لتفادي مصير أنظمة تونس ومصر وليبيا، وذلك بمساعدة أحزاب تقتات من الفناء الخلفي للقصر وتستمد مرجعيتها من الخطابات الملكية.

    يواجه النظام خطرين يحاول تجاوزهما بتنظيم انتخابات 25 نوفمبر؛

    خطر الامتناع السلبي للشعب عن الانتخابات وخطر حركة 20 فبراير التي تحاول جاهدة إضفاء مضمون سياسي على هذا الامتناع السلبي بنقله إلى الشارع بحملة منظمة لتحريض المواطنين على هجر صناديق الاقتراع والاستمرار في النضال الجماهيري بالشارع. المأزق الذي يحاول الاستبداد تلافيه هو التقاء هذين العاملين، ما يحول الامتناع السلبي للجماهير إلى حركة واعية بالدور الحقيقي لتلك المؤسسات وتعمل على إسقاطها.

    إن أي تنظيم يدعي انخراطه في "الحراك الاجتماعي والسياسي" الذي تمثل حركة 20 فبراير رأس حربته، عليه أن يختار صفه؛ إما الوقوف إلى جانب دعوة حركة 20 فبراير للمقاطعة صراحة والعمل على تطويرها، وإلا سيجد نفسه يساعد النظام على إنجاح مراوغاته.. وأي سفسطة غير ذلك فهي هروب من النقاش الحقيقي.

    أزطا امازيغ.. تهرب من موقف نضالي 

    استمرارا في "نهجها الترافعي" أصدرت الشبكة الأمازيغية مذكرة وجهتها إلى الأحزاب السياسية بمناسبة انتخابات 25 نونبر متضمنة جملة من المطالب والتوصيات ونظمت لقاءات مع هذه الأحزاب قصد حثها على إدماج هذه المطالب في برامجها الحزبية.

    سبق لأزطا أن أعلنت في بيان مؤتمرها الثالث، أن الدستور المرقع "لا يستجيب لطموحات مناضليها".. وأعلنت استمرار انخراطها في نضال حركة 20 فبراير، إلا أن الروح الذي يحكم هذه المذكرة ينطق بالعكس. فالاستياء من الدستور و"الرفض المطلق لكل أشكال الاستبداد"، يفرض أيضا رفض كل خطوة من طرف نظام الاستبداد لجعل ذلك الدستور أمرا واقعا. وإعلان الانخراط في حراك 20 فبراير لا يعني شيئا آخر غير الانخراط في نضالها من أجل مقاطعة الانتخابات.

    أما ما جاء في المذكرة من دفع "الأحزاب السياسية المغربية سواء التي أعلنت مشاركتها في الاستحقاقات المقبلة أو التي اختارت مقاطعتها إلى ضمان استعمال اللغة الأمازيغية نطقا وكتابة في كل الوسائط التواصلية التي ستوظفها في حملتها الانتخابية أو من أجل الدعوة إلى مقاطعتها". فلا يعدو إلا تهربا من واقع لا يمكن الهروب منه كما أعلن عماد بولكيد عضو المكتب التنفيذي لأزطا؛ "لا يمكن لأي فاعل في الساحة السياسية حاليا أن يتجاهل ما يجري في المنطقة". في حين أن المذكرة لا تعني إلا تجاهله.

    إن هذه التوصية لا تعني سوى حث الأحزاب التي تدعم الاستبداد وتعمل جاهدة على إنقاذه من حركة تحصره في الزاوية كما أنقذته سابقا من "سكتة قلبية"، على استعمال اللغة الأمازيغية وسيلة لإنجاح تكتيك نظام الاستبداد. وهي وصية لا تنتظرها هذه الأحزاب من مذكرة أزطا بل تتفنن في استعمالها، وفي استعمال رموز الأغنية الأمازيغية كما هو الحال مع تبعمرانت التي رشحها التجمع الوطني للأحرار.

    ربما استباقا لمذكرة أزطا قام حزب التجمع الوطني للأحرار بترشيح الفنانة الأمازيغية فاطمة تبعمرانت، هذه الأخيرة التي ساهمت في حملة الحزب بمنطقة تيزنيت إلى جانب عزيز أخنوش.

    استعملت هذه الفنانة مكانتها لدى جمهور الأغنية الأمازيغية لحث ساكنة منطقة تافراوت القروية على التصويت ومهاجمة من يدعو للمقاطعة بمبرر الإسهام في بناء وطن خربه من تقوم بالحملة من أجلهم.

    إن الدفاع عن الأمازيغية بدون مضمون اجتماعي واقتصادي يختار الوقوف إلى جانب مصالح الكادحين، لا ينتج إلا أمازيغية في خدمة الاستبداد.

    كان على أزطا التي أعلنت انخراطها في حركة 20 فبراير أن تستعمل اللغة الأمازيغية وكل ما هو تقدمي في ثقافة وتاريخ الأمازيغ لتساهم في المحاولات الجارية لقبر الاستبداد الذي أعلنت "رفضها المطلق بكل أشكاله"، كما أدانت "الجهات الداعمة له لما تتحمله من مسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع المتسمة بالفقر والفساد..."، هذه الجهات ليس إلا هذه الأحزاب التي تدعوها أزطا لاستعمال اللغة الأمازيغية في حلمتها الانتخابية. ورغم ذلك تنبه الشبكة "إلى خطورة التعامل السلبي مع الأمازيغية لغة وثقافة وحضارة... من خلال الاستغلال الانتهازي الضيق".. في الانتخابات طبعا؛ "طلع تاكل الكرموس.. نزل شكون لي قالها ليك".

    لتبرير هذه الخطوة التي لا تنسجم مع إعلان الشبكة انخراطها في نضال حركة 20 فبراير انبرى عماد بولكيد في تعريف الحركة الأمازيغية على أنها "حركة مدنية مستقلة عن الأحزاب وعن الدولة، وقوتها في رأيي تستمدها من هذه الاستقلالية التي تمنعها من الانسياق مع الحسابات والتحالفات الانتخابية الضيقة.." ما يبرر حسبه "وقوفها على المسافة نفسها من كل الأحزاب سواء المشاركة منها أو المقاطعة". وهو تبرير خاطئ من وجهة نظر من اختار الاصطفاف إلى جانب الحراك الشعبي مبدئيا.

    إن الخيار الآن ليس بين الوقوف إلى جانب أحزاب اختارت المشاركة أو التي اختارت المقاطعة. وإنما الخيار بين الوقوف إلى جانب "الحراك الاجتماعي والسياسي" ومنه حركة 20 فبراير، أو الاصطفاف إلى جانب الاستبداد.. وغير ذلك ليس إلا النقطة الميتة التي لن تسمح لسيارة أزطا بالسير قدما.

    إنجاح محطة الانتخابات ليست رهان الأحزاب، بل رهان الاستبداد الذي يريد تجديد شرعيته المتآكلة، وهذا هو الرهان الذي تعمل الآحزاب المشاركة حاليا في الانتخابات لإنجاحه. بينما تعمل حركة 20 فبراير والتيارات المقاطعة على إفشال هذه المحطة وتعميق الهوة بين الشعب والاستبداد. فلتختر الشبكة المازيغية صفها.

    إن رفض "بعض الطروحات الجديدة التي برزت في الآونة الأخيرة داعية للتوقيع على بياض باسم الحركة الأمازيغية لفائدة أحزاب معينة، بدعوى أنها عبرت عن مواقف مبدئية اتجاه مطلبنا الدستوري خاصة" كما يؤكد عماد بولكيد، لا يعني إلا التوقيع على بياض بشكل ضمني لتمرير انتخابات وإنقاذ الاستبداد بدعوى أن "الحركة الأمازيغية حركة مدنية مستقلة".

    إن النضال من أجل الأمازيغية والانخراط في نضال حركة 20 فبراير لا يتم بهذه الوسائل ودعوة الأحزاب "المشاركة والمقاطعة" لجلسات في فنادق فاخرة ممولة من طرف منظمات غير حكومية احترفت إفساد الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني.

    النضال من أجل المطالب الأمازيغية لا يفترض القيام بالحملة بواسطة اللغة الأمازيغية "فقط" أو ترشيح فنانين أمازيغيين، بل بالانخراط- فعلا وليس تدبيجا في البيانات- في نضال الشعب المغربي من أجل إسقاط نظام الاستبداد والفساد.

    أزنزار

    Partager via Gmail Yahoo!

    1 commentaire
  •  

    الثورة ليست عيدا للكادحين فقط، بل أملهم الكبير في تحسين وضعهم. أمل القطاعات التي تتعرض لأشد أشكال الاضطهاد للتخلص من وضع الاحتقار وامتهان الكرامةالحركة الأمازيغية: تدخل محدود في حركة 20 فبراير.

    وتعتبر النساء والقوميات المضطهدة أهم هذه القطاعات التي تلعب الثورة في حقهم دورا تحريريا من وضع الاضطهاد، بقدر مشاركتها في صنع أحداث الثورة وإسهامها في انتصارها. ويعتبر تحرر أمازيغ غرب ليبيا وتجنيس أكراد سوريا، مثالا ساطعا على أن الثورات التي تقوم بها الشعوب، تشطب بضربة واحدة كل الزبل الرجعي المتراكم منذ عقود.

    في المغرب الذي رفض فيه الاستبداد حتى سماع مطلب اسمه "دسترة اللغة الأمازيغية"، كانت تظاهرات شباب حركة 20 فبراير كافية لدفع النظام إلى تضمين دسترة الهوية الأمازيغية في خطاب 09 مارس، وترسيمها في الدستور المرقع.

    لم تنفع عقود من الاستجداء الليبرالي الذي تفننت فيه "الحركة الأمازيغية"، في دفع الاستبداد إلى الاستجابة لمطلب الحركة بدسترة الأمازيغية وضمان الحماية القانونية لها، وإن في دستور ممنوح لم يقطع مع الاستبداد. الخوف من الثورة فقط هو الذي دفع الحاكمين لذلك، وإن لم يكن ذلك استجابة لمطلب تاريخي لأقسام واسعة من "الحركة الأمازيغية": ترسيم الأمازيغية في دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا.

    دور نضال حركة 20 فبراير في دفع الاستبداد لترسيم اللغة الأمازيغية لا غبار عليه. لكن ما يثير النقاش هو محدودية إسهام الحركة الأمازيغية في نضال حركة 20 فبراير. وهذه المحدودية تفسر من وجهة نظرنا بسمات "الحركة الأمازيغية" بحد ذاتها ومحيطها السياسي.

    كابح اسمه المعهد الملكي للأمازيغية

    بعد تأسيس المعهد الملكي للأمازيغية، عرفت "الحركة الأمازيغية" طورا من التشتت والجمود وكثرة المبادرات الفوقية المعزولة عن نضال الجماهير (تأسيس أحزاب، تقديم أرضيات وأرضيات مضادة..). ساهم في ذلك إلى حد كبير الآمال الوهمية المعقودة على عمل نخبة الحركة داخل المعهد.

    خلقت هذه الآمال انتظارية وسلبية قاتلتين في أوساط العديد من الإطارات، وكذلك ضعف الرافضين للمعهد الملكي، الذين استمر بعضهم في نفس خط الاستجداء وعدم قدرة البعض الآخر على التقدم ببدائل ملموسة تستطيع حفز نضال الشبيبة الطلابية بالخصوص، التي انعزلت داخل الجامعة متأثرة بالمناخ السياسي المريض (العصبوية، الاقتتال الفصائلي..) الذي ورثته الحركة الطلابية عن عقود من الانعزال عن النضال الجماهيري.

    كلما ابتعدنا عن لحظة تأسيس المعهد، كلما زاد التشظي التنظيمي للحركة، وهو نفسه نتيجة لافتقاد منظور واضح للنضال من أجل الحقوق اللغوية والثقافية، واستبداله بالاستجداء وانتظار انصياع الحاكمين. إضافة إلى نمو النزعات الوصولية لدى مناضلي الحركة التي حفزها انفتاح مؤسسات الدولة أمامهم (المعهد الملكي، القناة الأمازيغية، التدريس..). ساهم كل هذا في ضعف مساهمة "الحركة الأمازيغية" في نضال حركة 20 فبراير وهو ما سيكون له تأثيرات سلبية، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار العداء الذي يكنه العديد من التيارات السياسية المساهمة في حراك 20 فبراير للحركة الأمازيغية ومطالبها؛ (العدل والإحسان، حزب الطليعة، التيارات المتحدرة من تجربة الطلبة القاعديين)، وقد ظهر ذلك في التحفظ على رفع الأعلام الأمازيغية والشعارات باللغة الأمازيغة (باستثناء الريف).

    غياب تقاليد النضال الجماهيري

    ينضاف إلى لائحة الأسباب، أن "الحركة الأمازيغية"، لم تخبر تقاليد النضال الجماهيري التي فتحت حركة 20 فبراير بابها على مصراعيه أمام الجماهير.

    أفنت الحركة عقودا من عمرها في عمل ثقافي وأكاديمي (ثمين بقدر ما كان عملا علميا) ، كان له دور كبير في إضفاء المشروعية على المطلب الأمازيغي ومراكمة الكوادر في ظل مناخ سياسي غير ملائم متسم بقمع الدولة وعداء التيارات القومية العربية (إسلامييها وعلمانييها).

    "قيادة" الحركة المتأثرة بخيار "النضال المشروع" والسعي لدخول المؤسسات في ظل هجوم أيديولوجي عالمي يؤكد على "موت الإيديولوجيات ونهاية صراع الطبقات" إثر انهيار المعسكر الشرقي، دفع الحركة على الاقتصار على بعث المذكرات المطلبية والاستجداء (على غرار ما قامت به الكتلة الليبرالية في إطار النضال من أجل تعديل الدستور بداية التسعينات). متغاضية بذلك عن النضالات الجارية وعازلة المطلب الأمازيغي عن المطالب الديمقراطية الأخرى ،الاجتماعية والاقتصادية.

    التظاهرات الدورية، التعبئة في الشوارع، نقل النضال إلى الأحياء الشعبية، مواجهة جهاز الدولة بدل استجدائه؛ طرائق نضال لم تخبرها الحركة بل رفضتها مؤكدة على النضال وفق "القوانين الجاري بها العمل. كل ذلك حد من إسهام "الحركة الأمازيغية" في نضال حركة 20 فبراير.

    نخبوية الحركة

    ساهم السببان السابقان في ترسيخ سمة أساسية طبعت "الحركة الأمازيغية" طيلة العقود الأربعة من تواجدها، حيث لم تستطع، أو بالأحرى لم تسعى للانغراس وسط قطاعات شعبية غير قطاعات المثقفين التي كونتها منذ انطلاقتها (طلبة، محامون، جامعيون..).

    لم تتحول بعد الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية إلى قضية "شعب"، أو بالأحرى إلى قضية جماهير تناضل ضد كل أوجه الاضطهاد والاستغلال. وذلك نتيجة خط يسعى إلى جعلها "قضية وطنية" أي قضية نخبة سياسية (جولات من الحوارات مع الأحزاب السياسية ومراسلة الفرق البرلمانية لتضمين المطلب الأمازيغي في برامجها)، وقضية توافق مع المكلية. وليس نقطة برنامجية في إطار النضال العام ضد الاستبداد السياسي والنضال الاجتماعي. ليس غريبا إذن أن يكون تدخل "الحركة الأمازيغية" محدودا في حركة 20 فبراير، التي اندرج مطلبها بالاعتراف القانوني بالأمازيغية، في إطار ملف مطلبي عام يضم إضافة إلى ذلك مطالب ديمقراطية جذرية ومطالب اجتماعية واقتصادية. وليس هذا اختراعا ليسراويين متطرفين يريدون استغلال نضال الشعب الأمازيغي كما يرد في نقاشات الفايسبوك، فقد سبقَنا إلى ذلك القبايليون بالجزائر منذ انتفاضة الربيع الأمازيغي الثانية في 2001، حيث ورد المطلب الثقافي واللغوي في إطار برنامج عام شمل مطالب ديمقراطية واجتماعية واقتصادية لخصتها "أرضية القصور".

    عدم تأثر متبادل

    كما أن الحركة الأمازيغية لم يكن لها تأثير يذكر في نضال حركة 20 فبراير، فهذه الأخيرة التي حفزت نضال قطاعات منسية في المجتمع، لم تستطع أن تعالج أي من السمات الثلاث المذكورة أعلاه.

    رغم أن الواقع هو أقوى دليل.. رغم أن الثورة هي التي حررت أمازيغ غرب ليبيا ورغم أن الخوف من الثورة هو الذي دفع الاستبداد المغربي إلى دسترة الأمازيغية لغة رسمية في الدستور الممنوح. إلا أن "الحركة الأمازيغية" لا زالت تعيد إنتاج نفس أساليب ومنظورات النضال التي دفنتها السيرورة الثورية الجارية بالمنطقة.

    نخبة المعهد خرجت بنداء "تيموزغا من أجل المواطنة"، نداء يفيض بالخوف من وعلى الاستبداد ويصر على الاستمرار في نهج الاستجداء... آخر مؤتمر للشبكة الأمازيغية (التي سبق ومثلت أمام لجنة المنوني) تجاوز حتى نخبة المعهد في هذا النهج وأصر على طرق سبل "العمل التنموي" و"الدخول في شراكات مع كل مؤسسات الدولة" في إطار ما أطلق عليه "ديمقراطية تشاركية"... ظهور طرف ثالث يدعي توحيد الكونغريس العالمي الأمازيغي بتونس بمبادرة من حسن إد بلقاسم... الحركة الثقافية الأمازيغية بالجامعة منغمسة حتى أذنيها في اقتتال فصائلي مع مستحثات الستالينية المعروفة باسم البرنامج المرحلي. كل هذا مع استمرار خطاب شوفيني لا زال يؤكد العداء للعرب (نقاشات بالفايسبوك، وجريدة تاويزا..).

    لا غنى عن النضال الجماهيري

    إن مثال أمازيغ ليبيا وأكراد سوريا هو ما يجب أن نستحضره دائما في نقاشنا حول النضال من أجل "القضية الأمازيغية". الانخراط في النضال العام ضد الاستبداد والإسهام فيه فعليا وليس بالأقوال والكتابات فقط، ولكن أيضا بالتخلص من الأمراض السياسية لما قبل الثورات الجارية بالمنطقة هو الكفيل بتحقيق مطالب الحركة.

    إن التخوف الذي يبديه مناضلو الحركة من إمكان استغلال نضال الأمازيغ والالتفاف حول مطالبهم فيما بعد، تخوف مشروع وهو مبني على وقائع تاريخية وليس على تكهنات فقط (نضال الحركة الوطنية بالمغرب، ما آل إليه وضع الأقليات في الشرق الأوسط بعد بناء الدول القومية ما بعد الانتداب، ما يروج حاليا في ليبيا من أن أطرافا داخل المجلس الانتقالي يريدون الالتفاف حول حقوق أمازيغ غرب ليبيا). هذا التخوف وارد بالمغرب، حيث تنعدم تقاليد التعايش "اللغوي والمناطقي" بعد عقود من التهميش والاحتقار وبث العداوة بين مختلف مكونات الشعب المغربي، التي سنها اللاستبداد في إطار سياسة فرق تسد.

    إن الرد على التخوف ليس بالانزواء بل بالمزيد من الانخراط الفعال في حركة 20 فبراير والنضال العام التي تخوضه الآن الجماهير الكادحة ضد الاستبداد السياسي الذي يخدم نظام التبعية الاقتصادية والاستغلال الطبقي.

    جريدة المناضلة

    أزنزار

    Partager via Gmail Yahoo!

    votre commentaire
  • تمهيدالكرد ولحظة التغيير السوريّة
    الكرد من المكوّنات الأساسيّة للنسيج المجتمعيّ والتاريخيّ السوريّ. فقد شاركوا تاريخيّاً في بناء دولة سوريا، وتراوحتْ مشاركتهم بين صناعة القرار إذ تبوّؤوا مناصب عليا (من رئاسة الجمهوريّة إلى رئاسة الحكومة وقيادة الثورات)، والعمل في موقع المقاومة مع الجماهير. وبعد شعورهم بتهميشهم من قِبل السلطات والأحزاب، ولا سيّما الحزب الشيوعيّ والأحزاب القوميّة العربيّة في أواسط الخمسينيّات، شكّلوا حزبًا خاصّاً بهم، هو الحزب الديمقراطيّ الكرديّ.(1) ولهم الآن عددٌ لا بأس به من الأحزاب، جاء نتيجةً للانشقاقات الحزبيّة، بعضُها قدرتُه محدودة، وبعضُها الآخر يملك إمكانيّاتٍ شعبيّة معقولة. وقد أسّس بعض هذه الأحزاب مع قوى عربيّة معارضة "إعلان دمشق للتغيير الديمقراطيّ" إثر الحراك النخبويّ في مرحلة ربيع دمشق.
    قاوم الكرد سياسة سلطة الوحدة في العام 1958 بين مصر وسوريا، فرفضوا حلّ حزبهم الوحيد على الرغم من أنّ غالبيّة الأحزاب الأخرى في سوريا، بما فيها حزبُ البعث، حلّت نفسها. ومنذ أواسط الثمانينيّات عاشت هذه الأحزاب ضمن إطار سياسة "غضّ النظر" من طرف السلطة السوريّة. وبلغ قمعُ السلطة لهم ذروته بعد العام 2004، أيْ بعد الانتفاضة الكرديّة في سوريا (أحداث القامشلي).
    اليوم، تتفق غالبيّة هذه الأحزاب (ولها نشرات ومجلات ومواقع إلكترونيّة) بعضها مع بعض، ومع المثقفين الكرد المستقلّين، على ضرورة حماية حركة الاحتجاجات وإنجازاتها. ولها في هذا الشأن مبادرة للخروج من الأزمة الوطنيّة التي نعيشها. كما أنها تستعدّ لعقد مؤتمر وطنيّ يمثّل مرجعيّة الكرد السياسيّة. (2)

    الكرد وحالة الاستقطاب
    عندما بدأتْ حركةُ الاحتجاجات في سوريا راهن كثيرون على أنّ الكرد سيشكّلون وقودًا لأيّ نشاط معارض، وظنّت المعارضة السوريّة أنّ الاحتجاجات ستقوى في المناطق الكرديّة. أما السلطة فراهنتْ على صمت الكرد، وعلى أنّ استمرار هذا الصمت سيؤثّر سلبًا في مصداقيّة الاحتجاجات لأنّه سيصنّفها ضمن إطار "الصراع الطائفيّ" (وفق تصوير البعض للاحتجاجات البحرينيّة)، على عكس الاحتجاجات ذات الطابع الوطنيّ العارم. ولعلّ سبب نظرة الكثيرين إلى أنّ الكرد سيصبحون وقود الاحتجاجات لا يعود إلى أنّ الكرد "بسطاء ويمكن استغلال بساطتهم وحماستهم" بل لأنّ ثمّة مشكلة قائمة منذ أمدِ بعيد، اسمها "القضيّة الكرديّة في سوريا." وهذا يعني أنّ حلّ المسألة الكرديّة من المسائل المهمّة في المشهد الوطنيّ السوريّ.

    ثمّة من يرى أنّ المعارضة الوطنيّة الديمقراطيّة لم تفعلْ شيئًا استثنائيّاً كي ينخرط الكردُ بفاعليّة أكبر في الاحتجاجات. وعلى الرغم من أنّ هؤلاء حرصوا على عدم إثارة النعرات، وسعوْا إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى العلاقة العربيّة ـ الكرديّة، فإنّ تلك المعارضة لم تستثمرْ ذلك لبناء علاقةٍ جديدةٍ بين مكوّنات المجتمع السوريّ مبنيّةٍ على التعايش المشترك عبر تقدير كل طرف هواجس الآخر وحقوقه.
    لقد فسحت الحركة الاحتجاجيّة المجالَ أمام الكرد ليكونوا صنّاعَ سوريا جديدةٍ، وذلك من خلال ثقافةٍ تبنّت شعار "واحد واحد الشعب السوري واحد." ورأوْا أنّ حماية الانتفاضة جزءٌ من المسؤوليّة الوطنيّة، تقع على عاتقهم حمايتُها كما تقع على عاتقهم حمايةُ حقوقهم الكرديّة.

    ومن هشاشة الوعي السياسيّ، وقِصر الرؤى، أنّ نعتقد أنّ الكرد سوف يكونون خارج إطار التغيير، أو يكونون من دعاة التدخّل الخارجيّ في الشأن السوريّ الداخليّ. ويعود ذلك إلى أسباب كثيرة أهمّها:
    أولاً: علاقة الكرد بالسياسة من جهة اليسار تاريخيّاً. فهذا يجعلهم غير واثقين بجدوى الحديث عن التدخّل الخارجيّ لصالحهم لأنه لو حدث فلن يكون عاملاً مساعدًا على بناء دولة الشراكة بقدر ما سيعمل ضمن إطار المصالح. ولعلّ عدم ذهاب الكرد إلى مؤتمر أنطاليا دليلٌ على رفضهم خدمة أيّ أجندات خارجيّة.
    ثانيا: علاقة الكرد بالتاريخ السوريّ حتى الآن أكّدت هذه الوطنيّة التي بدأها كثيرون، أمثال يوسف العظمة وإبراهيم هنانو، ولم تنته حتى اليوم لأنّ أساساتها الاجتماعيّة الاقتصاديّة كانت تتعزّز باستمرار (اختلاط، زواج، صداقات، علاقات تجاريّة صناعيّة وتفاعلات ثقافيّة وحضاريّة بين ألوان الطيف السوريّ).

    يمكن الحديث عن إشكاليتين بقيتا معلّقتين في المشهد السوريّ والكرديّ:
    الأولى، أنّ الكرد حاولوا تاريخيّاً، وبطرق عدّة، طرح مشكلاتهم، وأهمّها الحقوقيّة، عبر مختلف الأقنية، لكنْ قوبل ذلك بنوع من الحذر واللامبالاة، ولم يجدوا آذانًا صاغية لصيحاتهم من قبل الجميع (الدولة، المعارضة، المثقفون).
    والثانية، أنّ النخبة الفاعلة (من مثقفين وسلطة) لم تستطع حتى اللحظة أن تتحرّر من تهمة "رغبة انفصال الكرد عن سورية." بل المفارقة أنّ الكرد أنفسهم لم يستطيعوا التخلّص من هذه التهمة حتى اليوم، على الرغم من كلّ تضحياتهم. هذه الفكرة فعلتْ فعلها في ما جرى، وتجري اليوم محاولةٌ لتطويقها عبر تصريحاتٍ تتحدّث عن اللحمة الوطنيّة وتركيبة النسيج السوريّ، وإنْ بصيغٍ غامضة تتّهم أيدي خارجيّة وعملاء داخليين. ولكنْ، في الحصيلة، يقرّ الجميع بأنّ الخوف من الانفصال كان وهمًا لم يعد مفيدًا نشرُه.

    اليوم يعتبر الكرد أنّ قضاياهم لفتت الانتباه، ويروْن ذلك مدخلاً للحوار العربيّ ـ الكردي الذي يراهنون عليه للوصول إلى مطالبهم المشروعة. ولذلك عمدت الشخصيّات والفعّاليّات والوجهاء والأحزاب الكرديّة، بالتناغم مع الفعّاليّات الوطنيّة، إلى إطلاق بيانات وعبارات تساعد على التغيير. ولقد آن الآوان لتفّهم الحالة الكرديّة من دون مواقف مسبّقة تطفو على السطح كلما أراد الكردُ المطالبة بحقوقهم، ومن دون رميهم بتهمة "الانفصال" أو تهمة "الإضرار باللحمة الوطنيّة" أو غيرهما.

    ويمكن الاستنتاج أنّ الكرد، فورَ وجودهم حركةً سياسيّةً، كانوا من أنصار التعاون وبناء علاقاتٍ جديّةٍ مع العرب. ولعلّ نقاشاتهم مع الوسط النخبويّ العربيّ كانت همّاً أساسًا من هموم السياسيّ الكرديّ، آخذين بعين الاعتبار أنّ الوضع الكردي يصلّح داخليّاً، وأنّ الشأن الكرديّ شأنٌ ديمقراطيّ (بمعناه الحيويّ والفعّال) لا مسألة قوميّة جافّة وخشنة. لذلك أعتقد أنْ لا كرديّ يرضى أن يكون معزولاً ومرفوضًا في النسيج السياسيّ السوريّ. ولقد أثبت تاريخُهم السياسيّ:
    1- أنهم حريصون، ربّما أكثر من غيرهم، على الوحدة الوطنيّة، ومقتنعون بأنّ حلّ القضايا العالقة يتمّ بالحوار بين كل الأطياف السوريّة وفعّالياتها السياسيّة والمجتمعيّة المعنيّة جدّيّاً بعملية التغيير.
    2- وأنهم يعرفون أنّهم يشكّلون مع غيرهم نسيجَ المجتمع السوريّ بألوانه الجميلة، وأنّ هذا النسيج يحتاج اليوم إلى الأخذ في الاعتبار، وبشكل واسع وموضوعيّ، مسألة الديمقراطيّة من كلّ جهاتها. وبهذا يصبح تناول الاحتجاجات شأنًا سوريّاً خاصّاً مرتبطًا بالمسألة الديمقراطيّة، ويؤدّي تأجيله إلى جعل كلّ الحلول منقوصة.
    3- وأنهم أصحاب مصلحة حقيقيّة في الاتجاه نحو تغيير جذري سياسيّ اقتصاديّ - اجتماعيّ ديمقراطيّ - في سورية، بحيث يجري بناءُ الدولة الحديثة التي تؤسّس لمجتمع مدنيّ تتراجع فيه كلّ العصبيّات القوميّة والقبليّة والعشائريّة ويمتلك المواطن قيمة سامية تدرك أنّ الوطن "وطن حقوق لا وطن حدود".

    سورَنًة القضيّة الكرديّة
    يمكن القول إنّ الكرد بدوْا في حاجة إلى الخلاص من ثقافة محمد طلب هلال (مهندسِ فكرة العنصريّة في بداية الستينات)، ومن الوضع السائد، وسياسةِ الإقصاء. ولأجل ذلك نراهم يصرّون على وطنيّتهم، وعلى التفاعل السياسيّ الوطنيّ. وقاموا بخطوة عمليّة كبيرة حين حاولوا وقف انتفاضة أبنائهم عام 2004، التي ما إن اندلعتْ شرارتُها الأولى في ملعب كرة القدم في القامشلي، وأخذتْ طابعًا احتجاجيّاً مصبوغًا بالعنف الدمويّ بسبب سوء إدارة السلطات للأزمة وتفضيلها للحلّ الأمنيّ على حساب الحلول الأخرى، حتى امتدّت إلى كلّ المناطق التي يقطنها الكرد: من ديريك (أقصى شمال شرق البلاد) إلى حيّ زورافا (بدمشق) مرورًا بعين العرب وحلب وعفرين. ولعلّ محاولة النخبة الكرديّة وقفَ الانتفاضة آنذاك تعود إلى الحرص على ألا يُتّهَم الأكراد بأنّهم انفصاليون ويريدون تمزيق وطنهم الذي يُعتبَرون أحد المكوّنات الأساسيّة لتأسيسه. وللتذكير فقط، فقد جاءت أولُ طلقة في صدر الاستعمار الفرنسيّ من الكرديّ محو إيبو شاشو، وأول شهيد سقط برصاص الاستعمار كان يوسف العظمة في معركة ميسلون، وأول ما نطق به الاستعمارُ معلنًا مجيئه كان موجّهًا إلى الكرد وذلك حين ضرب غورو بقدمه ضريحَ صلاح الدين الأيّوبي عند مدخل سوق الحميديّة في دمشق قائلاً: "ها قد عدنا ثانيةً يا صلاح الدين." طبعًا، هذه ليست منّة لأحد، ولا فضلاً من أحد على أحد؛ فنحن سوريون أولاً وآخرًا.

    وبسبب المصلحة الوطنيّة، مضغ الكردُ لائمة المعارضة التي وُجّهتْ إليهم بعد الاعتقالات التي حدثتْ في صفوف قيادة "الإعلان." فقد اتُّهم الكرد بأنهم قصّروا تجاه رفاقهم من "الإعلان" في السجون، في حين رأى الكرد أنّهم إذا فعلوا أيّ شيء فسيزعم النظامُ أمام الرأي العامّ السوري أنّ الكرد يستغلّون القضيّة الديمقراطيّة و"يكرّدون" المسألة الوطنيّة السوريّة!

    المعارضة السوريّة والكرد
    لكنْ في المقابل، ماذا فعلت المعارضة؟ مع اتساع دائرة الاحتجاجات، دخل اليوم على خطّ المعارضة العاملُ الإقليميّ، ولا سيمّا بعد أن عقدتْ سلسلةَ مؤتمرات في تركيا. وصار "الإخوان المسلمون" السوريّون يعتمدون إلى درجة كبيرة على أن يسهم "حزبُ العدالة والتنمية" الحاكم في أنقرة في عودتهم إلى الملعب السياسيّ السوريّ، لما لتركيا من دور مهمّ في في سوريا. وهذا الأمر أزعج الكرد لأنهم لا يحبّذون العلاقة العميقة مع تركيا، ولا يريدون وصايتها خلال المرحلة المقبلة، بل هم لا يثقون بها، إذ يتساءلون مثلاً كيف ينتهك الأتراكُ حقوقَ الإنسان في كردستان تركيا ويدافعون في الوقت نفسه عن حقوق الإنسان في سوريا؟

    أما المعارضة السوريّة العلمانيّة فليست أحسن حالاً من "الإخوان": فهي أيضًا تعمل ضمن إطار إيديولوجيّ تقليديّ لا يستجيب للتطورات بسهولة، وهي أحيانًا تعجز عن المواكبة بسبب المواقف المسبّقة، وجزء منها متشبّثٌ بالفكر الشموليّ اليساريّ الذي كان طاغيًا على كلّ الإيديولوجيّات في المشرق. لقد تجاوز الطرفان، الإسلاميّ والعلمانيّ، الكردَ. لكنّ هؤلاء أقرب إلى العلمانيين. ولا نستغرب أنّ القوميين العروبيين قد يكونون أكثر انسجامًا مع الحالة الكرديّة من الإخوان المسلمين ــ وهنا لا أقصد المناخ الدينيّ إذ قد يكون للأقليات مكانٌ في هذا المناخ، لكنّ العيب الوحيد فيه أنه لم ينتج حالة المعارضة الإسلاميّة الديمقراطيّة السوريّة الحقّة، ولا يمكن الاستناد إلى الوثيقة التي حرّرها "الإخوان" في أواسط هذا العقد والتي تتحدث عن بناء دولة ديمقراطيّة مدنيّة.

    بقي القول إنّ التجربة المصرية قد تدفعنا إلى عدم الوثوق بشكل مفرط بالإسلام السياسيّ، خصوصًا لأنّه تَلْزمهم في بعض الأحيان صفةُ الانتهازيّة. وإن ننس لا ننس في هذا الصدد ما قاله الناطقُ الرسميّ لـ "الاخوان" السوريّة، زهير سالم، على قناة "المستقلّة،" من أنّ سوريا بلد مسلم ويجب أن يكون الإسلام هو المصدرُ الأساسُ للدستور. هذا فضلاً عن أنّنا رأينا مؤخّرًا كيف كان بعضُ الإسلاميين يستعجلون في إنجاز أطر أو مؤسسة بديلة ليس للنظام فحسب بل لكلّ السوريين أيضًا. والسؤال المهمّ هو: هل ستسهم المعارضة في تأسيس فضاءٍ للتعايش المشترك بين المكوّنات السوريّة من خلال خلق الأرضيّة المناسبة لقبول الآخر وبناء دولة الشراكة؟!

    (1) تأسس أول حزب اسمه الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا في صيف عام 1957.
    (2) الكرد في سوريا يقطنون المناطق التالية: عفرين "جيا كرمانج"، عين العرب "كوباني"، القامشلي، رأس العين "ساري كانيه"، عامودا، ديريك... بالإضافة إلى وجودهم الكثيف في بعض المدن الكبرى، مثل دمشق وحلب والرقّة والحسكة وغيرها. ويقدّر عددهم بين مليونين وثلاثة ملايين نسمة، حسب توقّعات الأحزاب الكرديّة التي هي اثنا عشر تنظيمًا سياسيّاً غير مرخّص.

      *كاتب سوري كردي.

    مجلة الآداب اللبنانية

    Partager via Gmail Yahoo!

    4 commentaires



    Suivre le flux RSS des articles
    Suivre le flux RSS des commentaires